بلاغ صحفي الرباط فاتح يوليوز 2015 التّجمّع لمناهضة العنصرية والدّفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين

طنجة – حي بوخالف : عملية عنصرية تستهدف السّود الغير مغاربة وفاة مهاجر وإصابة آخر بجروح بليغة خلال عمليات قادتها السّلطات المغربية.

أربعة وعشرون ساعة بعد المهلة التي أعطتها السّلطات ل « لأجانب من دول جنوب الصّحراء الذين اقتحموا وإحتلّوا بصفة غير قانونية شققا في ملكية آخرين بحي العرفان التابع لمقاطعة بوخالف بمدينة طنجة” [1] ، باشرت قوّات الأمن يوم 30 يونيو ابتداءا من السّاعة السّادسة زوالا بترحيل الجنوب الصّحراويين الأجانب من الحي. العديد منهم كانو مجبرين على الصّعود في حافلات وتم ترحيلهم لعدّة مدن كالرّباط وتارودانت. شخصان تم نقلهما إلى المستشفى أصيب منهم واحد خلال عملية التّرحيل وتوفّي الثّاني بعد سقوطه من طابق عالي لعمارة، في نفس الظّروف الّتي توفّي بها موسى سيك في أكتوبر 2013 [2] [3] وسيديريك بيتي في دجنبر من نفس السّنة . التّجمّع لمناهضة العنصرية والدّفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين يعرب عن تخوّفه من تنامي أجواء التّعصّب والكراهية إتّجاه ذوي البشرة السّوداء الأجانب ويعبّر عن قلقه إتّجاه الطّابع العنصري والغير القانوني لعمليات التّرحيل هاته :

بإعلانها وإجراءها عملية تستهدف حصرا السّود الغير المواطنين، ألا تقوم السّلطات بعملية عنصرية تستند فيها على لون البشرة أو الجنسية كمعيار؟

حسب اعترافات السّلطة وتصريحاتها هاته العملية تخصّ فقط السّود الأجانب، هل الاحتلال الغير القانوني للشّقق هو فقط من اختصاصهم؟ هل السّود الأجانب في بوخالف محتلّين للشّقق بالفطرة؟ ألا يوجد بينهم أشخاص يمتلكون عقود كراء أو على الأقلّ يؤدّون الواجب الشّهري للكراء رغم عدم التّوفّر على عقد كما هو متعارف عليه وجاري به العمل في المغرب؟ تمكّن التجمّع من تشخيص عائلة واحدة على الأقلّ تمّ ترحيلها رغم توفّرها على عقد كراء وذلك فقط بطلب من الجيران.

التّجمّع لمناهضة العنصرية والدّفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين يودّ أن يشير أيضا إلى أنّ عمليات الإخلاء تخضع عادة إلى تدابير قانونية :

1 – كلّ مالك شقّة يجب أن يبادر إلى إجراء قانوني فردي. ونتساءل عن مدى احترام هذا الاجراء من طرف الملّاك المعنيين، والذين بالنّسبة للعديدين منهم يتواجدون خارج الوطن.

2 – وعلى الرّغم من عدم توفّر المحتلّين على أيّ حقّ للتّواجد بالشّقق، على المالك أن يتوجّه لقاضي مدني الذي وحده له صلاحية الأمر بالإخلاء. [4] ويجب إعلام المحتلّ بالقرار وفي حال عدم تنفيذ هذا الأخير للقرار طواعية يمكن للمالك في هاته الحالة أن يطلب من وكيل الملك تدخّل القوّات العمومية. هل تم احترام هذا الاجراء، الذي لا يتمّ عادة تنفيذه خلال شهر رمضان الكريم في كلّ حالات التّرحيل التي قامت بها قوّات الأمن؟ يمكن جدّيا أن نشكّ في الأمر لأنّه تمّ منح فقط مهلة 24 ساعة لجميع المهاجرين الجنوب صحراويين لإخلاء الشّقق قبل ترحيلهم بالقوّة.

مجموعة من المقالات ذات الطابع العنصري اتجاه السّود الغير مغاربة وخاصّة المتواجدين بحي بوخالف تمّ أيضا تناقلها في بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية. التّجمّع لمناهضة العنصرية والدّفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين يعتبر أنّ هاته المواقع ساهمت في ارتفاع مناخ التّعصّب والكراهية العنصرية وبالتالي فهي تتقاسم مع السّلطة مسؤولية انتهاكات حقوق السّود الغير مواطنين.