اتصل بنا : +212 (0)537-770-332
يعيش مواطن سريلانكي، يدعى طاميبابا أرييانغان سياتان، بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، منذ ما يزيد عن شهر، بعدما فر من بلده الذي يعيش صراعا عرقيا ودينيا دام لثلاثة عقود، ليستقر بعد ذلك بكينيا رغبة في الحصول على اللجوء السياسي، إلا أن السلطات الكينية تماطلت في الاستجابة لطلبه، ما دفعه إلى السفر إلى إسبانيا بمساعدة أحد أصدقائه الذي وفر له تأشيرة المغادرة.
وقال سياتان، البالغ من العمر 34 سنة، في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية “EFE | إفي”، إنه غادر كينيا بعدما سئم من الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة، سيما أنه يجد نفسه مجبرا لدفع مقابل مادي قصد الحصول على وثائق إدارية لتسوية وضعيته كلاجئ”، مضيفا بأن بقاءه فوق ترابها مرهون بتقديم رشاوى، وأنه في حالة التنديد بهده السلوكيات فسيكون مهددا بالعودة إلى وطنه الأم.
وينتمي ذات المواطن السريلانكي إلى أقلية عرقية تدعى “نمور تاميل”، تدين بالهندوسية، وتناضل مند عقود لتشكيل دولة مستقلة، لكنها تعرضت للإبادة سنة 2009 بعد تدخل عسكري راح ضحيته عشرات الآلاف من المدنيين، كما تم اعتقال المئات بشكل تعسفي منهم، وسبق له أن اعتقل 3 مرات، كانت آخرها سنة 2010، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد دفع كفالة، مع الإبقاء على عقوبة مغادرة بلده.
ونفى المتحدث انتمائه لذات الأقلية، كما أنه لم يكن يهتم بالموضوع كون ما يهمه هو ضمان قوت عيشه كسائق حافلة صدرت منه بالقوة لاستخدامها لأغراض حربية، كما أنه وجد نفسه ملزما بالطرد خارج وطنه، ليقصد كينيا طلبا للجوء، وبعدها المملكة الأيبيرية عبر مطاري دبي والدار البيضاء، قبل أن يجري إيقافه من طرف سلطات مدريد كونه استعمل تأشيرة مزورة ، وبالتالي إرجاعه لمطار محمد الخامس.
وزاد بأن السلطات المغربية منعته، فور وصوله إلى مطار البيضاء، من دخول تراب المملكة كما أرغمته على اقتناء تذكرة سفر إلى العاصمة السريلانكية “كولومبو” رغم أن إمكانياته المادية لا تسمح له بذلك، خاصة أنه ظل مند الثالث من يوليوز بدون استحمام، ولا أكل، إلا بما تجود به الشرطة المغربية عليه.
وقالت المنظمة غير الحكومية “Gadem” ، التي تعنى بالدفاع عن المهاجرين وتقديم المساعدة لهم، في بيان لها، إن التشريع المغربي يشير إلى أن كل أجنبي يتقدم بطلب الحصول على اللجوء يتوجب الاعتناء به في انتظار النظر في إمكانية الاستجابة لطلبه، في أجل أقصاه 20 يوما، الشيء الذي لم يتم القيام به من قبل السلطات المغربية.
وأضاف كاميل دونيس، عضو بـ “Gadem، أنه تم تسجيل حالات مشابهة في وقت سابق، لكن المشكل يكمن في معرفة من سيتكلف بشراء تذكرة السفر للمواطن السريلانكي للعودة إلى مسقط رأسه، فيما أقدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة على توكيل محام لتسوية وضعية المعني بالأمر، لأنه لا يرغب في العودة إلى وطنه، لأن “حياته ستكون في خطر”، وفق تعبيرها.